قصيدة
بَعْدَ الْمَوْتِ
– إبراهيم عبد القادر المازني
تُــرَى يَــذْكُــرُ الْأَحْـيَـاءَ أَهْـلُ الْـمَـقَـابِـرِ
وَيَـعْـتَـادُهُـمْ فِـيـهَـا كَـشَـوْقِ الْـمُـسَافِرِ
وَهَـلْ تَـظْـمَأُ الْأُمُّ الْـعَـطُـوفُ إِلَـى ابْـنِهَا
إِذَا انْــتَــزَعَـتْـهَـا مِـنْـهُ أَيْـدِي الْـمَـقَـادِرِ
تَــقُــولُ أَلَا يَــا لَـيْـتَـهُ لِـصْـقَ أَضْـلُـعِـي
كَـعَـهْـدِي بِـهِ وَالـنَّـوْمُ مِـلْءُ الْـمَـحَـاجِرِ
أَضُــمُّ إِلَــى صَـدْرِي حُـشَـاشَـةَ نَـفْـسِـهِ
وَأَمْــلَأُ قَــلْــبِــي مِــنْـهُ بَـعْـدَ الـنَّـوَاظِـرِ
وَهَـلْ يَـحْـمِـلُ الـصَّـبُّ الْمَشُوقُ وَلُوعَهُ
وَيَـصْـبُـو إِلَـى سِـحْـرِ الْـعُـيُونِ الزَّوَاهِرِ
وَيَــذْكُــرُ أَيَّــامَ الْــقَــطِــيـعَـةِ وَالـنَّـوَى
وَأَيَّـــامَ وَصْـــلِ الْآنِــسَــاتِ الْــغَــرَائِــرِ
فَإِنْ جَشَأَتْ فِي صَدْرِهِ غُصَصُ الْجَوَى
وَجَــلَّــلَــهُ وَجْــدُ الْــحِــسَـانِ الـنَّـوَافِـرِ
بَـكَـى شَـجْـوَهُ فِـي ظُلْمَةِ الْقَبْرِ وَانْثَنَى
يُــعَــالِــجُ إِلْــمَــامَ الْــخَــيَــالِ الْـمُـزَاوِرِ
وَمَـا حَـالُ طِـفْـلٍ ضَـامِرٍ ظَامِئِ الْحَشَا
إِذَا غَــالَــهُ سَــهْــمُ الْــمَـنَـايَـا الْـجَـوَائِـرِ
أَيَــذْكُــرُ ثَــدْيَ الْأُمِّ فِــي كُــلِّ لَـحْـظَـةٍ
وَيَـبْـكِـي حُـجُـورَ الْـمُـحْصَنَاتِ الْحَرَائِرِ
وَهَـلْ يَـحْـلُـمُ الْمَفْلُوكُ فِي رَقْدَةِ الرَّدَى
بِـمَـا كَـانَ يَـلْـقَـى فِـي الـلَّـيَـالِي الْغَوَابِرِ
فَـيَـحْـلُـمُ بِـالْإِيـسَـارِ طَـوْرًا وَبِـالْـغِـنَـى
وَبِــالْــفَــقْــرِ وَالْإِمْــلَاقِ فِــي كُـلِّ آخِـرِ
وَهَــلْ يَـسَـعُ الْـمَـلْـحُـودُ رَيْـعَـانَ زَفْـرَةٍ
يُــنَــفِّــسُــهَـا قَـلْـبٌ جَـرِيـحُ الـضَّـمَـائِـرِ
عن الشاعر
إبراهيم عبد القادر المازني: شاعرٌ وروائيٌّ وناقدٌ وكاتبٌ مصريٌّ مِن رُوَّادِ النهضةِ الأدبيةِ العربيةِ في العصرِ الحديث. استَطاعَ أن يجدَ لنفسِه مَكانًا مُتميِّزًا بين أقطابِ مُفكِّري عَصرِه، وأسَّسَ معَ كلٍّ مِن عباس العَقَّاد وعبد الرحمن شُكري «مدرسةَ الديوانِ» التي قدَّمتْ مفاهيمَ أدبيةً ونَقديةً جديدة، استوحَتْ رُوحَها مِن المدرسةِ الإنجليزيةِ في الأدَب.
وُلدَ «إبراهيم محمد عبد القادر المازني» في القاهرةِ عامَ ١٨٩٠م، ويَرجعُ أصلُه إلى قريةِ «كوم مازن» بمُحافظةِ المُنوفية. تخرَّجَ مِن مَدرسة المُعلِّمين عامَ ١٩٠٩م، وعملَ بالتدريسِ لكنه ما لبثَ أنْ ترَكَه ليَعملَ بالصحافة، حيثُ عملَ بجريدةِ الأخبار، وجريدةِ السياسةِ الأُسبوعية، وجريدةِ البلاغ، بالإضافةِ إلى صُحفٍ أُخرى، كما انتُخبَ عُضوًا في كلٍّ مِن مجمعِ اللغةِ العربيةِ بالقاهرةِ والمجمعِ العِلميِّ العربيِّ بدمشق، وساعَدَه دُخولُه إلى عالمِ الصحافةِ على انتشارِ كتاباتِه ومقالاتِه بينَ الناس.
عن القصيدة
عصر القصيدة:
الحديث
طريقة النظم:
عمودي
لغة القصيدة:
الفصحى
بحر القصيدة:
الطويل
[mks_icon icon=”fa-pencil” color=”#1e73be” type=”fa”] قصائد إبراهيم عبد القادر المازني