قصيدة
ضَيْفُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
– أحمد شوقي
رَضِـــيَ الْـــمُـــسْـــلِـــمُــونَ وَالْإِسْــلَامُ
فَـــرْعَ عُـــثْـــمَـــانَ دُمْ فِــدَاكَ الــدَّوَامُ
كَــيْــفَ نُــحْــصِــي عَـلَـى عُـلَاكَ ثَـنَـاءً
لَــــكَ مِــــنْـــكَ الـــثَّـــنَـــاءُ وِالْإِكْـــرَامُ
هَــلْ كَــلَامُ الْــعِـبَـادِ فِـي الـشَّـمْـسِ إِلَّا
أَنَّــهَــا الــشَّــمْــسُ لَـيْـسَ فِـيـهَـا كَـلَامُ
وَمَـــكَـــانُ الْإِمَـــامِ أَعْـــلَـــى وَلَـــكِــنْ
بِأَحَــــادِيــــثِــــهِ يَــــتِــــيــــهُ الْأَنَـــامُ
إِيــهِ «عَــبْــدَ الْــحَــمِــيـدِ» جَـلَّ زَمَـانٌ
أَنْــــتَ فِـــيـــهِ خَـــلِـــيـــفَـــةٌ وَإِمَـــامُ
مَــا رَأَتْ مِــثْـلَ ذَا الَّـذِي تَـبْـتَـنِـي الْأَقْـ
ـوَامُ مَــــجْـــدًا وَلَـــنْ يَـــرَى الْأَقْـــوَامُ
دَوْلَـــةٌ شَـــادَ رُكْـــنَـــهَـــا أَلْـــفُ عَـــامٍ
وَمِــــئَــــاتٌ تُــــعِــــيــــدُهَـــا أَعْـــوَامُ
وَأَسَــاسٌ مِــنْ عَــهْـدِ عُـثْـمَـانَ يُـبْـنَـى
فِـــي ثَـــمَـــانٍ وَمِـــثْـــلُـــهُـــنَّ يُــقَــامُ
حِــكْــمَــةٌ حَــالَ كُــلُّ هَــذَا الــتَّـجَـلِّـي
دُونَــــهَـــا أَنْ تَـــنَـــالَـــهَـــا الْأَفْـــهَـــامُ
يَسْأَلُ النَّاسُ عِنْدَهَا النَّاسَ هَلْ فِي النَّـ
ـاسِ ذُو الْـــمُـــقْــلَــةِ الَّــتِــي لَا تَــنَــامُ
أَمْ مِــنَ الــنَّـاسِ بَـعْـدُ، مَـنْ قَـوْلُـهُ وَحْـ
ـيٌ كَــــرِيــــمٌ وَفِــــعْــــلُــــهُ إِلْــــهَـــامُ
صَـــدَقَ الْـــخَــلْــقُ أَنْــتَ هَــذَا وَهَــذَا
يَـــا عَـــظِـــيــمًــا مَــا جَــازَهُ إِعْــظَــامُ
شَــــرَفٌ بَــــاذِخٌ وَمُــــلْـــكٌ كَـــبِـــيـــرٌ
وَيَـــمِـــيـــنٌ بُـــسْـــطٌ وَأَمْــرٌ جُــسَــامُ
مَــا تَــتَــوَّجْــتَ بِــالْــخِــلَافَــةِ حَــتَّـى
تُــــوِّجَ الْــــبَــــائِـــسُـــونَ وَالْأَيْـــتَـــامُ
وَسَـرَى الْـخِـصْـبُ وَالـنَّـمَـاءُ وَوَافَى الْـ
ـبِــشْــرُ وَالــظِّــلُّ وَالْــجَـنَـى وَالْـغَـمَـامُ
وَتَـــلَــقَّــى الْــهِــلَالَ مِــنْــكَ جَــبِــيــنٌ
فِـــيـــهِ حُـــسْــنٌ وَبِــالْــعُــفَــاةِ غَــرَامُ
فَــــسَـــلَامٌ عَـــلَـــيْـــهِـــمُ وَعَـــلَـــيْـــهِ
يَــــوْمَ حَــــيَّــــتْــــهُــــمُ بِــــهِ الْأَيَّـــامُ
وَبَــدَا الْـمُـلْـكُ مُـلْـكُ عُـثْـمَـانَ مِـنْ عَـلْـ
ـيَـــاكَ فِـــي الـــذِّرْوَةِ الَّـــتِــي لَا تُــرَامُ
يُـــهْــرَعُ الْــعَــرْشُ وَالْــمُــلُــوكُ إِلَــيْــهِ
وَبَــنُــو الْــعَــصْــرِ وَالْــوُلَاةُ الْــفِــخَــامُ
هَـــكَـــذَا الـــدَّهْـــرُ حَـــالَــةٌ ثُــمَّ ضِــدٌّ
مَــــا لِــــحَــــالٍ مَـــعَ الـــزَّمَـــانِ دَوَامُ
وَلَأَنْـــــتَ الَّــــذِي رَعِــــيَّــــتُــــهُ الْأُسْـ
ـدُ وَمَــــسْــــرَى ظِـــلَالِـــهَـــا الْآجَـــامُ
أُمَّـــةُ الـــتُّـــرْكِ وَالْـــعِـــرَاقُ وَأَهْـــلُـــو
هُ وَلُـــبْـــنَـــانُ وَالـــرُّبَـــى وَالْــخِــيَــامُ
عَـــالَـــمٌ لَـــمْ يَــكُــنْ لِــيُــنْــظَــمَ لَــوْلَا
أَنَّـــكَ الـــسِّـــلْــمُ وَسْــطَــهُ وَالْــوِئَــامُ
هَـذَّبَـتْـهُ الـسُّـيُـوفُ فِـي الـدَّهْـرِ وَالْـيَوْ
مَ أَتَــــمَّــــتْ تَــــهْـــذِيـــبَـــهُ الْأَقْـــلَامُ
لَـــيَــذُوقُــنَّ لِــلْــمُــهَــلْــهِــلِ صَــحْــوًا
تَـــشْــرُفُ الْــكَأْسُ عِــنْــدَهُ وَالْــمُــدَامُ
وَضَــعَ الــشَّــرْقُ فِــي يَــدَيْــكَ يَــدَيْـهِ
وَأَتَـــتْ مِـــنْ حُـــمَـــاتِـــهِ الْأَقْـــسَـــامُ
بِــــالْــــوَلَاءِ الَّـــذِي تُـــرِيـــدُ الْأَيَـــادِي
وَالْـــوَلَاءِ الَّـــذِي يُـــرِيـــدُ الْـــمَـــقَـــامُ
غَـــيْـــرَ غَـــاوٍ أَوْ خَــائِــنٍ أَوْ حَــسُــودٍ
بَــــرِئَــــتْ مِــــنْ أُولَــــئِـــكَ الْأَحْـــلَامُ
كَــيْــفَ تُــهْــدَى لِــمَــا تَـشِـيـدُ عُـيُـونٌ
فِــي الــثَّــرَى مِـلْـؤُهَـا حَـصًـى وَرَغَـامُ
مُـــقَـــلٌ عَـــانَـــتِ الــظَّــلَامَ طَــوِيــلًا
فَــعَــمَــاهَــا فِــي أَنْ يَــزُولَ الــظَّــلَامُ
قَـدْ تَـعِـيـشُ النُّفُوسُ فِي الضَّيْمِ حَتَّى
لَـــتَـــرَى الـــضَّــيْــمَ أَنَّــهَــا لَا تُــضَــامُ
أَيُّـــهَـــا الــنَّــافِــرُونَ عُــودُوا إِلَــيْــنَــا
وَلِــــجُــــوا الْــــبَـــابَ إِنَّـــهُ الْإِسْـــلَامُ
غَــرَضٌ أَنْــتُــمُ وَفِــي الــدَّهْــرِ سَــهْـمٌ
يَــوْمَ لَا تَــدْفَــعُ الــسِّــهَــامَ الــسِّــهَـامُ
نِــمْــتُــمُ ثُــمَّ تَــطْــلُــبُــونَ الْــمَـعَـالِـي
وَالْــمَــعَــالِــي عَــلَــى الــنِّــيَـامِ حَـرَامُ
شَــرُّ عَــيْـشِ الـرِّجَـالِ مَـا كَـانَ حُـلْـمًـا
قَـــدْ تُـــسِـــيـــغُ الْــمَــنِــيَّــةَ الْأَحْــلَامُ
وَيَـــبِـــيـــتُ الـــزَّمَـــانُ أَنْـــدَلُــسِــيًّــا
ثُـــمَّ يُـــضْـــحِـــي وَنَــاسُــهُ أَعْــجَــامُ
عن الشاعر
أحمد شوقي: شاعر مصري، يُعَدُّ أحد أعظم شعراء العربية في مختلِف العصور، بايعه الأدباء والشعراء في عصره على إمارة الشعر فلقب ﺑ «أمير الشعراء». كان صاحب موهبة شعرية فَذَّةٍ، وقلم سَيَّال، لا يجد عناء في نظم الشعر، فدائمًا ما كانت المعاني تتدفق عليه كالنهر الجاري؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية، فبلغ نتاجه الشعري ما لم يبلغه تقريبًا أيُّ شاعر عربي قديم أو حديث، حيث وصل عدد أبيات شعره إلى ما يتجاوز ثلاثةً وعشرين ألف بيت وخمسمائة.
وُلد «أحمد شوقي علي» بحي الحنفي بالقاهرة في عام ١٨٦٨م، لأبٍ شركسي وأُمٍّ ذات أصول يونانية، لكنه نشأ وتربَّى في كنف جَدته لأمه التي كانت تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل. أُدخل شوقي في الرابعة من عمره الكُتَّاب فحفظ فيه قدرًا من القرآن، ثم انتقل بعدها ليُتِمَّ تعليمه الابتدائي، وأظهر الصبي في صغره ولعًا بالشعر، جعله يَنْكَبُّ على دواوين فحول الشعراء فيحفظ وينهل منها قدر ما يستطيع، ولما أتمَّ الخامسة عشرة من عمره التحق بقسم الترجمة الذي أُنشِئَ حديثًا بمدرسة الحقوق، سافر بعدها إلى فرنسا ليكمل دراسته القانونية، ورغم وجوده في باريس آنذاك، إلا أنه لم يُبْدِ سوى تأثرٍ محدودٍ بالثقافة الفرنسية، فلم ينبهر بالشعراء الفرنسيين أمثال: رامبو، وبودلير، وفيرلين. وظل قلبه معلقًا بالشعراء العرب وعلى رأسهم المتنبي.
عن القصيدة
عصر القصيدة:
الحديث
طريقة النظم:
عمودي
لغة القصيدة:
الفصحى
بحر القصيدة:
الخفيف
[mks_icon icon=”fa-pencil” color=”#1e73be” type=”fa”] قصائد أحمد شوقي