في حكم
شيء
آخر المقولات
-
-
-
في حكم
يقولون كنت صارمة معنا. يقولون كان أبي أحن علينا منك. أستغرب. أتساءل ما الذي تفعله إمرأة تشعر أنها بالصدفة، بالصدفة المحضة بقيت على قيد الحياه ؟ كيف تسلك في الدنيا إن كان وجودها كل السنين والشهور و الأيام واللحظات الحلوة والمرة التي عاشتها، فضلة حركة عشوائية لقدر غريب؟ كيف تسلك في الدنيا ؟ تعي ضمناً أو صراحةً أنها عارية، عارية من المنطق، لإستحالة ايجاد أية علاقة بين السبب والنتيجة أو للدقة إستحالة فهم الأسباب حين تتساقط على رأسها نتائج لاتفهم نتائج ماذا، ولم تفعل أي شيء ولم تعِ بعد أي شيء، لا لأنها صغيرة فحسب بل لأن وقوع السقف على رأسها كان نقطة البداية، فلماذا سقط السقف في الأول لا الآخر ؟ ماذا تفعل ؟ كيف تتعامل مع الدنيا؟ أقول : اختياران لا ثالث لهما، إما أن يجتاحها حس عارم بالعبث، لا فرق، تعيش اللحظة كما تكون وليكن ما يكون ما دام المعنى غائباً والمنطق لا وجود له والضرورة وهم من بِدع الخيال؛ أو تغدو ، وهذا هو الإختيار الآخر، وقد وفّرها الزلزال، كأنها الانسان الأخير على هذه الأرض، كأن من ذهبوا أورثوها حكايتهم لتعمر الأرض باسمهم وإسم حكايتهم، أو كأنها تسعى في الدنيا وهم نصب عينيها ليرضوا عنها وعن البستان الصغير الذين حلموا ربما أن يزرعوه. تصيبها حمى من نوع غريب، حمى الزراعة، زراعة عجيبة خارج الأرض، لأن الأرض سرقت واستحالت الزراعة إلا في الحيز المنزلي. رضوي عاشور
-
في حكم
فهو يحاول هدم الإسلام، لأنه دين العفة ودين صون المرأة، يلزمها حجاب عفتها وإبائها، ويمنعها الابتذال والخلاعة، ويعينها أن تتخلص ممن يشتهيها، ولو كان الحاكم. إنه يمقت هذا الدين القوي، كما يمقت اللص القانون؛ فهو دين يثقل على غريزته الفاسقة، ولكل غريزة في الإنسان شعور لا مهنأ لها إلا أن يكون حرًا حتى في التوهم؛ وهل يعجب السكير شيء أو يرضيه أو يلذه، كما يعجبه أن يرى الناس كلهم سكارى، فينتشي هو بالخمر، وتسكر غريزته برؤية السكر؟مصطفي صادق الرافعي
-
في حكم
وما تخطئ المرأة في شيء خطأها في محاولة تبديل طبيعتها وجعلها إيجابية، وانتحالها صفات الإيجاب، وتمردها على صفات السلب، كما يقع لعهدنا؛ فإن هذا لن يتم للمرأة، ولن يكون منه إلا أن تعتبر هذه المرأة نقائض أخلاقها من أخلاقها، كما نرى في أوروبا، وفي الشرق من أثر أوروبا؛ فمن هذا تلقي الفتاة حياءها وتبذؤ وتفحش، إن لم يكن بالألفاظ والمعاني جميعًا فبالمعاني وحدها، وإن لم يكن بهذه ولا بتلك فبالفكر في هذه وتلك، وكانت الاستجابة لهذا ما فشا من الروايات الساقطة، والمجلات العارية؛ فإن هذه وهذه ليست شيئًا إلا أن تكون عِلْم الفكر الساقط.مصطفي الرافعي
-
في حكم
فلينظر الفقير الجائع وقد أخذه كلب الجوع وسطعَ في عينه وهجُه ودارت به معدته ذات اليين وذات الشمال، إلى رجلٍ غنيٍّ ممعود، في كفه معنى الحياة وفي جوفه معنى الموت، وقد ابتاع مما تشتهيه معدة خياله التي لا تشبع لأنها لا تنال شيئاً…. سلُوا صاحبنا الفقير يقلْ لكم أيُّ لذةٍ يا قومُ تكون في غير هذا الطعام يُقتل به داء البن وتنفتق عليه الخواصر شبعاً وسمنة. وهل هذه إلا روح مائدةٍ من موائد الجنة، فيها ما تشتهي الأنفس وتقرُّ الأعين، ثم سلُوا الممعود المسكين يقل لكم وهو صادق صدقاً يتمنى بما ملكت يداه من الدنيا لو أنه كذب، يقل لكم: تاللهِما أجدُ في هذا كله ولا في بعضه من لذةٍ ولا سعادة، ولو أبحته جوفي لكان الموت عينه!. إذن فلا بدَّ في كلِّ شيءٍ إنساني من حقيقةٍ باطنةٍ في نفس الإنسان تعطيه بصحتها أو مرضها قوّة اللذة أو الألم، وبهذا يقضي العدل الإلهيُّ كل ذي حق بالنَّصفة والتسوية، لا فرق بين الغني في غناه وبين الفقير في فقره، فلكل منهما لذة وألم، ولعلنا لو سألنا أغنى الناس عما هي لذة الغني لرأيناه في حقيقة التعاسة النفسية كأفقر الناس إذا أجابنا عما هو ألم الفقر. وقد فُطر أكثر الخلق- لطبيعة الخوف المتمكنة منهم على أن يتسعوا في فهم الآفات وحدها، حتى صار الوهم الخيالي أكبر الآفات الحقيقية، فالفقير الذي لا يفهم حقيقة الفقر يتألم بإدراكٍ ووهمٍ وفلسفةٍ، إذ يقيس حاضره على ماضيه وعلى ماضي غيره من الفقراء، ويقيس مستقبله على حاضر الأغنياء ومن في حكمهم فقط، وبهذا يكون ألمه عملاً عقلياً في شيءٍ موهوم، فما دام يتمنّى أكثر مما يستحق فهو يتألم بأكثر مما يستحق، ولو تأمل الناس لرأوا أنَّ نصف الفقر كاذب، فآهِ لو كان مع ضعف الفقر قوة الإرادة! إذن لوجد الحكماء في الأرض شيئاً حقيقياً يسمونه الغنى. أيها الناس، إن الفصل بين الغنى والفقر من الأمور التي تتعلق بالضمير وحده، ورُبَّ غنيٍّ يزيد أهله بالحرص والدَّناءة فقراً، فانظروا فيها، فأفكارٌ إلهية لا تطلب إلا الفضيلة التي يمكن أن تكون بلا ثمن، ولا يمكن أن يكون شيء ثمناً لها. انظروا إلى بعض الأغنياء الذين تموت في قلوبهم كلُّ موعظةٍ إنسانيةٍ أو غلهيةٍ فلا تُثمر شيئاً حتى إذا ماتوا نبتت كلها في قبورهم فأثمرت لنفوس المساكين والفقراء عزاءً وسلوةً وموعظةً من زوال الدنيا، انظروا بعين الحقيقة التي تعطي هذه الطبيعة النظر فتعطيها محاسنُ الطبيعة الفكر.مصطفي صادق الرافعي
-
في حكم
ومعنى الهندسة الدقة البالغة في الرقم والخط والنقطة وما احتمل التدقيق؛ ثم الحذر البالغ أن يختل شيء أو ينحرف، أو يتقاصر أو يطول، أو يزيد أو ينقص،أو يدخله السهو، أو يقع فيه الخطأ ؛ إذا كان الحاضر في العمل الهندسي إنما هو للعاقبة، وكان الخيال للحقيقة؛ وكان الخرُرق هُنا لا يقبل الرقعة. ومتى فصلت الأرقام الهندسية من الورق الى البناء مات الجمع والطرح والضرب والقسمة، ورجع الحساب حينئذ وهو حساب عقلِ المهندس؛فإما عقلٌ دقيق منتظم، أو عقل مأفونٌ مختل.مصطفي صادق الرافعي
-
-
-
في حكم
قال كليلة: واحذر يا دمنة مصارع الجرأة في الرأي وما يكون مثله من الرجل الحَمق إذا تكلمت حماقتُه في لسانه، فإن الرأي ميزان لغته على الوفاء والنقص مما يوزن فيه لا من اليد التي تزن به، فإن هو ترك لما يلقى عليه أبان فصدق وحدد، وإذا عَبثت به اليد إمالة أو تعويجاً أبان فكذب وغش، وإن الجراءة هي علم الجاهل حين يكون له علم، وجهل العالم حين يكون للعالم جهل، وقد قالت الحكماء إن هذه الجرأة كانت امرأة فتزوجها العلم وتحفَّى بها وبالغ في إكرامها ورعايتها وفلسف لها الحياة ما شاء، فلما ولدت ولدت ت له الحمق، فقال: واسوءتاه! نزع الولد إلى أمه الخبيثة، وسبقت حكمة الله أن لا يخلق حياً إلا من اثنين، كي تلد الأمهات النعمة مضاعفة والمصيبة مضاعفة أو لينقص شيء من شيء غيره، أو ليزيد أمر في أمر سواه، أو ليبطل عمل من عمل آخر، وما يخرج النقيضان ولا المتجاذبان إلا من اثنين. ثم إنه بتَّ عقدة الجرأة وطلقها، فخلف عليها الجهل، وكان بعلاً سيئاً عنيفاً جعل يمكر في أذاها كلّ حيلة ويغلظ عليها بكل سوء ويعسفها عسف الأجير دابت، فلما ولدت ولدت له السخرية، فقال: وامصيبتاه! جاءت نعل طِباقَ نَعْل. ثم شب الحمق والسخرية معاً، فتشاتما يوماً وتعالظا ولأبت عليهما الطباع إلا أن يكون لكل منهما القهر والغلبة، ففزع كلاهما إلى أبيه وجاء به، فذهب العم يحتج ومضى الجهل يخاصم، فأقبلت الجراءة على صوتهما وقالت: ويحكما! فيم هذا التنازع؟ ثم أرادت الصلح، فالتفت الجهل إلى العلم وقال: يا أخي يا أبا الحمق، قال العلم : لا غرو يا أبا السخرية … فإنما هي الجراءة اللئيمة ولدت وولدت لك فجمعتنا بولديها وجعلتني أخا سوء وأبا سوء وعم سوء!مصطفي صادق الرافعي
-
-
في حكم
آه! ليت الهواء الذي تتناثر فيه قبل الحسناء، وليت نسيم الصبح الذي يحمل إلى الغيب أحلامها- مما يمكن أن يُحرزَ ويُدّخر، إذن لكان في الحب شيء أسمى من الخلود نفسه، ولكن هيهات هيهات! فما رأيت كالمحب لا يملك من الماضي إلا ذاكرته، وهي مع ذلك تردُّ عليه لذَّات الماضي كلها حســــرات! وإن الظفر بزهرة ناضرة معقودة في غصن قد ذوى وتحاتَّ ورقه لأيسرُ منالاً من بقايا قبلة واحدة في ذاكرة المحب حافظةٌ نضرتها وعطرَها من أنفاس الحبيبة وريقها! هكذا كُتِب على الحب أنه من تولاه فإنه يدعه على حال كأنه فيها روح لا جسم له، فمهما يُصبْ من لذة أو ألم فإنه يتحول معه إلى اللذة والألم جميعاً فيكون ألماً لذيذاً، ومن أجل ذلك خُصَّ المحبون من بين الناس بكثرة الشكوى، لأنهم يستلذون آلامها والعاشق الذي لا يستطيع أن يُنفِّس من شكاته أو لا يجد من يستريح إلى بثِّه لاعجَ الشكوى مما برح به إنما هو في الحقيقة المثال الإنساني الشاذ الذي يمكن أن يتعرض منه العلماء معاني الجنون مع بقاء عقله، فهو المجنون العاقل. مصطفي صادق الرافعي
تحميل المزيد
Congratulations. You've reached the end of the internet.